ثمّ انّ أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان ، فقال لرسول الله : يا بن أخي ، ما هذا الدّين الّذي أراك تدين به؟ قال : أي عمّ ، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا ابراهيم ، بعثني الله به رسولا الى العباد.
وذكروا : أنّه قال لعليّ : أي بني ، ما هذا الدّين الّذي أنت عليه؟ فقال : يا أبت ، آمنت بالله وبرسول الله ، وصدّقته بما جاء به ، وصلّيت معه لله واتبعته ، فقال له : امّا انّه لم يدعك الّا الى خير فالزمه (١).
وقال البلاذري : «وصلّى مع رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ وهو ابن احدى عشرة سنة ، وهو الثبت» ثمّ نقل أقل من ذلك (٢).
ثمّ روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : أوّل من صلّى مع رسول الله علي بن أبي طالب (٣).
ونقل المحقّق بهامشه عن مسند أبي يعلى بسنده عن حبّة العرني عنه أنّه قال : ما أعلم أحدا من هذه الامّة بعد نبيّها عبد الله قبلي ، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين. أو قال : سبع سنين. وعنه قال : بعث رسول الله يوم الإثنين وأسلمت يوم الثلاثاء (٤).
أجل ، هذه عيّنة وافية من أخبار الباب ، وهي كما رأيناها خالية عن ذكر القرآن ونزوله والقراءة منه في صلاتهم ولكن ـ قال صاحب التمهيد ـ «لا شكّ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يصلّي منذ بعثته ، وكان يصلّي معه عليّ عليهالسلام وجعفر وزيد بن حارثة
__________________
(١) السيرة النبويّة ابن هشام ١ : ٢٦٣ ، ٢٦٤.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٩٠.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٩٢ ، ٩٣.
(٤) هامش أنساب الأشراف ٢ : ٩٢.