ولا يفوتني في الخاتمة أن الفت نظر القرّاء الكرام إلى أنّ ما عدا هذا الخبر الأخير من أخبار الإنذار في يوم الدار للأقربين من العشيرة ، تكاد تجمع على أنّ المعدّ للطعام وطابخه لهم هو علي عليهالسلام دون سواه لا خديجة ولا جواريها ولا فاطمة بنت أسد ...
إلّا ما رواه الحميري في قرب الإسناد بسنده عن الامام الكاظم عليه السلام في معجزاته عليه السلام : أنّه لما ألبّ عليه قومه وسائر العشائر (وهذا أيضاً ينصّ على كون ذلك بعد الاعلان) أمر علياً أن يأمر خديجة (كذا ولعلّها كانت بمنأى عنه فكان علي الوسيط بينهما) : أن تتّخذ له طعاماً ، ففعلت. وأمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب ، فدعا أربعين رجلاً.
فقال صلّى الله عليه وآله : يا علي ، هات لهم طعاماً.
فأتاه بطعام من ثريدة يأكلها الثلاثة والاربعة ، فقدّمها إليهم وقال : سمّوا وكلوا ، فسمّى ، ولم يسمّ القوم وأكلوا حتى شبعوا وصدروا (١).
__________________
(١) قرب الاسناد : ٣٥٢ الحديث ١٢٣٣.