عبد يغوث الزهري. وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب (١).
فهو يروي أوّل خطبة له بالأبطح لا الحجر ، فلعله قبل الموسم. ثمّ هو يرى قصة المستهزئين بعد الصدع بالأمر ، وكأنّه يرى صدعه بالأمر بمعنى أنّه «عاب عليهم آلهتهم ، وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا كفارا» (٢) أو هو مرحلة ما بعد الصدع.
ثمّ هو يرى فرقا بين المؤذين له وهم خمسة والمستهزئين به وهم خمسة آخرون. فلعلّ محمّد بن ثور الّذي عدّهم سبعة عشر رجلا قد خلط بينهم.
وقبله قال ابن اسحاق : فلمّا بادى رسول الله صلىاللهعليهوآله قومه بالإسلام ـ وصدع به كما أمره الله ـ لم يبعد منه قومه ولم يردّوا عليه حتّى ذكر آلهتهم وعابها ، فلمّا فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته الّا من عصم الله منهم بالإسلام (٣).
فهل يعني ذلك أنّه لمّا بادى قومه لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتّى صدع بأمره كما أمره الله فذكر آلهتهم وعابها ، فأنكروا ذلك وأعظموه وعادوه وأجمعوا على خلافه؟ لعلّه يعني ذلك.
وإذا كان كذلك فلعلّه صلىاللهعليهوآله بعد مرحلة الدعوة السرية ، وبعد مرحلة الدعوة الخاصّة للأربعين للأقربين من العشيرة بني عبد المطّلب أو بني هاشم ، بادى قومه بدعوته العامّة العلنية دون هذا المعنى من الصدع بالأمر ، فبدأ بخطبته على «الصفا» الخالية من هذا المعنى من الصدع بالأمر أي عيب الآلهة وذكرها بالسوء كما في «المناقب» لابن شهرآشوب قال : روي أنّه لمّا نزل قوله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (أي بعد هذه المرحلة) صعد رسول الله ـ ذات يوم ـ الصفا ،
__________________
(١) اليعقوبي ٢ : ٢٤.
(٢) اليعقوبي ٢ : ٢٤.
(٣) ابن اسحاق في السيرة١ : ٢٢.