فعدل رسول الله صلىاللهعليهوآله الى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش ، فقام على رءوسهم ثمّ قرأ عليهم حتّى فرغ من السورة ، فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا أصحابه (١) وروى قريبا منه الشيخ في أماليه عن ميناء (٢).
وقال ابن اسحاق في السيرة : بلغني أنّه اعترض رسول الله وهو يطوف بالكعبة : الأسود بن المطّلب ، والوليد بن المغيرة ، واميّة بن خلف ، والعاص بن وائل السهمي ، وكانوا ذوي أسنان في قومهم فقالوا : يا محمّد هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الّذي تعبد خيرا ممّا نعبد كنّا قد أخذنا بحظنا منه ، وان كان ما نعبد خيرا ممّا تعبد كنت قد أخذت بحظك منه. فأنزل الله فيهم : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)(٣).
وروى الطبري بسنده عن ابن عبّاس قال : انّ قريشا وعدوا رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكّة ، ويزوّجوه ما أراد من النساء ، وقالوا له : هذا لك عندنا يا محمّد وكفّ عن شتم آلهتنا فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنّا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ، ولنا فيها صلاح. قال : ما هي؟ قالوا : تعبد آلهتنا اللات والعزّى سنة ، ونعبد إلهك سنة! فقال النبيّ : حتّى أنظر ما يأتي من عند ربّي!
__________________
(١) أمالي المفيد : ٢٤٦.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٨٤٠.
(١) ابن اسحاق في السيرة ١ : ٣٨٨.