عقدة ، وكان جبرئيل عليهالسلام قد انزل المعوّذتين ، فأمر النبيّ عليا أن يقرأهما على الوتر ، فجعل كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها ، فكشف الله عن نبيّه ما سحر به وعافاه (١).
ونقل المجلسي في باب معجزاته في كفاية شرّ الأعداء عن كتاب «الخرائج والجرائح» للقطب الراوندي قال : روى أنّ امرأة من اليهود عملت له سحرا فظنّت أنّه ينفذ فيه كيدها. والسحر باطل محال ، الّا أنّ الله دلّه عليه فبعث من استخرجه ، وكان على الصفة الّتي ذكرها وعلى عدد العقد الّتي عقد فيها ووصف ، ما لو عاينه معاين لغفل عن بعض ذلك (٢).
ولعلّه أخذ القول باليهودية ممّا اختصره ابن جزي الكلبي في «التسهيل» قال : قيل : انّ بنات «لبيد» كنّ ساحرات ، فهنّ ـ وأبوهنّ ـ سحرن رسول الله وعقدن له احدى عشرة عقدة ، فأنزل الله المعوّذتين : احدى عشرة آية بعدد العقد ، وشفى الله رسوله (٣).
وشاء الراوي ـ في خبر آخر ـ أن يحذف اسمه ويكتفي بوصفه باليهودية فقال : سحر النبيّ يهودي فاشتكى ، فأتاه جبرئيل بالمعوّذتين وقال : انّ رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان. فأرسل عليا عليهالسلام فجاء به ، فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ، فجعل يقرأ ويحلّ حتّى قام النبيّ كأنّما نشط من عقال (٤).
وأخرج مفصله البيهقي في «دلائل النبوة» عن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن عائشة قالت : كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه يقال له : لبيد بن أعصم ، فلم تزل به اليهود حتّى سحر النبيّ ، فكان يذوب (أو : يدور)
__________________
(١) طب الأئمة : ١١٨.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٣٤ ، الحديث ٣٣ وعنه بحار الأنوار ١٨ : ٥٧.
(٣) التسهيل ٤ : ٢٢٥.
(٤) الدر المنثور ٦ : ٤١٧.