ويقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربّي.
ثمّ قال الطبرسي : فان قيل : فلو صحّ هذا الخبر فهل يكون العبوس ذنبا أم لا؟ فالجواب : أن العبوس والانبساط مع الأعمى سواء ، إذ لا يشقّ عليه ذلك ، فلا يكون ذنبا ، فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيّه صلىاللهعليهوآله ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق ، وينبّهه بذلك على عظم المؤمن المسترشد ، ويعرّفه أن تأليف المؤمن ليقيم على ايمانه أولى من تأليف المشرك طمعا في ايمانه (١).
هذا والمعنى الأوّل الّذي رواه عن الصادق عليهالسلام جاء في أصل الكتاب : «التبيان» للشيخ الطوسي هكذا : وقال قوم : انّ هذه الآيات نزلت في رجل من بني اميّة كان واقفا مع النبيّ ، فلمّا أقبل ابن أمّ مكتوم تنفّر منه وجمع نفسه وعبّس وجهه ، فحكى الله تعالى ذلك وأنكره معاتبة على ذلك (٢) وقريب منه في تفسير القمي (٣).
وفي هذه السورة آية ربط خبرها بسورة النجم قبلها ، وذلك قوله سبحانه : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ...)(٤) قال الطبرسي : عن مقاتل والكلبي : هو عتبة بن أبي لهب اذ قال : كفرت بربّ النجم اذا هوى (٥).
ورواه السيوطي في «الدر المنثور» عن عكرمة عن ابن عباس قال : نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال : كفرت بربّ النجم اذا هوى. فدعا عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخذه الأسد بطريق الشام (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٦٦٣ ، ٦٦٤.
(٢) التبيان ١٠ : ٢٦٩.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٤٠٤.
(٤) عبس : ١٧ ، ١٨.
(٥) مجمع البيان ١٠ : ٦٦٥.
(٦) الدر المنثور ٦ : ٢١٥.