الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(١).
قال القمي في تفسيره : انّ اناسا كانوا يطوفون عراة بالبيت ، الرجال بالنهار والنساء بالليل ، وكانوا لا يأكلون الّا قوتا ، فأمرهم الله بلبس الثياب ، وأن يأكلوا ويشربوا ولا يسرفوا (٢) ورواه الطبرسي عن جماعة من المفسّرين (٣).
وروى السيوطي في «الدر المنثور» باسناده عن ابن عباس قال : كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة ، (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) والزينة اللباس ، وهو ما يواري السوآت ، وما سوى ذلك من جيّد البزّ والمتاع.
وفيه بسنده عنه أيضا قال : كان أهل الجاهلية يحرّمون أشياء أحلّها الله من الثياب وغيرها ، فأنزل الله : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ثمّ يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شيء «خالصة يوم القيامة».
وفيه بسنده عن مولاه عكرمة فصل القول في هؤلاء من أهل الجاهلية وما كانوا يحرّمون ولما ذا فقال : كانت الحمس من قريش وبطون من كنانة ومن يأخذ مأخذها من قبائل العرب : بني عامر بن صعصعة وخزاعة وثقيف والأوس والخزرج لا يأكلون اللحم (في الحج) ولا يأتون البيوت الّا من أدبارها ، ولا يضربون وبرا ولا شعرا وإنمّا يضربون الأدم ، واذا قدموا (للحج) طرحوا ثيابهم
__________________
(١) الاعراف : ٣١ ـ ٣٣.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٢٨.
(٣) مجمع البيان ٤ : ٦٣٧.