ابن الحضرمي ، وحبر مولى عامر ، وكانوا من أهل الكتاب (١) ونقل ابن شهرآشوب مثله في «المناقب» (٢).
وفيها قوله : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها)(٣) روى السيوطي في «الدر المنثور» بأسناده عن ابن عباس : أنّ عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأبا سفيان بن حرب ، والنضر بن الحارث ، وأبا البختري ، والأسود بن المطّلب ، وزمعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبا جهل بن هشام ، وعبد الله بن اميّة ، واميّة بن خلف ، والعاصي ابن وائل ، ونبيه بن الحجاج ، واجتمعوا فقال بعضهم لبعض : ابعثوا الى محمّد فكلّموه وخاصموه حتّى تعذروا منه.
فبعثوا إليه : إنّ أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلّموك. فجاءهم رسول الله فقالوا له : يا محمّد! انّا بعثنا إليك لنعذر منك ، فإن كنت إنّما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا ، جمعنا لك من أموالنا ، وان كنت تطلب الشرف فنحن نسوّدك ، وان كنت تطلب ملكا ملّكناك.
فقال رسول الله : ما بي ممّا تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم. ولكنّ الله بعثني إليكم رسولا وأنزل عليّ كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلّغتكم رسالة ربّي ونصحت لكم ، فإن تقبلوا منّي ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة ، وان تردّوه علي أصبر لأمر الله حتّى يحكم الله بيني وبينكم.
__________________
(١) مجمع البيان ٧ : ٢٥٣.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٤٩ وذكر : حميرا مولى عامر!.
(٣) الفرقان : ٧ ، ٨.