روى السيوطي بإسناده عن ابن عباس قال : قالت قريش لليهود : اعطونا شيئا نسأل هذا الرجل. فقالوا : سلوه عن الروح (١) فان أجابكم فليس بنبيّ ، وان لم يجبكم فهو نبيّ ، فإنّا نجد في كتبنا ذلك. فوكّلهم الله في معرفة الروح الى ما في عقولهم ليكون ذلك علما على صدقه ودلالة لنبوّته (٢).
ومنها قوله سبحانه : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)(٣).
روى الطبرسي عن ابن عباس : أنّ جماعة من قريش وهم : عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، والأسود بن المطّلب ، وزمعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي اميّة ، واميّة بن خلف ، والعاص بن وائل ، ونبيه ومنبّه ابنا الحجاج ، والنضر بن الحارث ، وابو البختري بن هشام ... اجتمعوا عند الكعبة وقال بعضهم لبعض : ابعثوا الى محمّد فكلّموه وخاصموه. فبعثوا إليه : إنّ أشراف قومك قد اجتمعوا لك.
وكان صلىاللهعليهوآله حريصا على رشدهم ، فظنّ أنّهم بدا لهم في أمره ، ولذلك بادر إليهم. فقالوا : يا محمّد! إنّا دعوناك لنعذر إليك ، فلا نعلم أحدا أدخل على قومه ما ادخلت على قومك : شتمت الآلهة وعبت الدين وسفّهت الأحلام وفرّقت
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٩٥ ، سورة الإسراء.
(٢) مجمع البيان ٦ : ٦٧٤.
(٣) الإسراء : ٩٠ ـ ٩٣.