وأوّل ما ذكرت شجرة الزقوم في القرآن ذكرت في سورة الواقعة السادسة والأربعين ، في قوله سبحانه : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ)(١) فالظاهر أن استهزاء أبي جهل والمشركين كان هنا لأوّل مرة ، وفي سورة الإسراء بعد أربع سور من الواقعة أشار الى فتنتهم بهذه الشجرة المذمومة في القرآن في سورة الواقعة. ثمّ كرّر ذلك في سورة الصافات ، والّا فالصافّات قد نزلت بعد الاسراء.
وروى السيوطي باسناده عن جماعة منهم البخاري والترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل والطبري والطبراني والبيهقي في «دلائل النبوة» عن ابن عباس في قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا) أنّها ليست رؤيا منام بل هي رؤيا عين لما رآه ليلة اسري به الى بيت المقدس. وأنّ (الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) هي شجرة الزقوم. ورواه أيضا عن ابن عساكر وابن سعد وأبي يعلى عن أمّ هانئ (٢).
وفيها قوله سبحانه : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً)(٣) وقال ابن شهرآشوب في «المناقب» : قال قريش مكّة ... إنّ هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء وإنمّا أرض الأنبياء الشام فائت الشام. فنزلت (وَإِنْ كادُوا ...)(٤) ورواه الطبرسي عن مجاهد وقتادة (٥).
ومنها قوله سبحانه : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(٦).
__________________
(١) الواقعة : ٥١ ـ ٥٤.
(٢) الدر المنثور ٤ : ١٩١ ، سورة الإسراء.
(٣) الإسراء : ٧٦.
(٤) المناقب ١ : ٤٩.
(٥) مجمع البيان ٦ : ٦٦٧.
(٦) الإسراء : ٨٥.