وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً)(١).
روى الطبرسي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد قالوا : إنّ المراد ب (الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) ما أراه في إسرائه الى المسجد الأقصى برؤية العين لا رؤيا المنام ، ولكنّه حيث رأى ذلك ليلا وأخبر بها حين أصبح سمّاها رؤيا.
وروي عن الحسن وابن عباس أنّ الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم. وتقدير الآية : (وما جعلنا الرؤيا الّتي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن الّا فتنة للناس).
وأراد بالفتنة الامتحان وشدة التكليف ، ليعرض المصدق بذلك لجزيل ثوابه والمكذّب لأليم عقابه. وإنمّا كانت شجرة الزقوم فتنة لما روى : أنّ أبا جهل قال : إنّ محمّدا يوعدكم بنار تحرق الحجارة ثمّ يزعم أنّه تنبت فيها الشجرة! فقال المشركون : إنّ النار تحرق الشجرة فكيف تنبت الشجرة في النار؟! وصدّق بها المؤمنون (٢).
وقال فيه : روي أنّ قريشا لمّا سمعت الآية : (ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ)(٣) قالوا : ما نعرف هذه الشجرة ، فقال ابن الزبعرى : الزقوم بلغة اليمن أو البربر : الزبد والتمر! فقال أبو جهل لجاريته : يا جارية زقّمينا! فأتته الجارية بتمر وزبد ، فقال لأصحابه : تزقّموا بهذا الّذي يخوفكم به محمّد فيزعم أنّ النار تنبت الشجرة ، والنار تحرق الشجرة. فأنزل الله : (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ)(٤).
__________________
(١) الإسراء : ٦٠.
(٢) مجمع البيان ٧ : ٦٥٤ ، ٦٥٥.
(٣) الصافات : ٦٢.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٦٩٤ والآية في الصافات : ٦٣.