وبعدها قوله سبحانه : (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً)(١) روى الطبرسي عن الكلبي قال : كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكّة ، فيقولون : يا رسول الله ائذن لنا في قتالهم! فيقول لهم : اني لم أومر فيهم بشيء ، فنزلت (٢).
وبعدها قوله سبحانه : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)(٣) فاستحقوا العقاب بالتكذيب بالآية الّتي هم طلبوها بالتعيين اقتراحا على نبيّهم. وفي تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : ذلك أنّ محمّدا سأله قومه أن يأتيهم بآية ، فنزل جبرئيل فقال : إنّ الله يقول : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) الى قومك (إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) وكنّا اذا أرسلنا الى قرية آية فلم يؤمنوا أهلكناهم ، فلذلك أخّرنا عن قومك الآيات (٤).
وروى السيوطي بأسناده عن ابن عباس قال : سأل أهل مكّة النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون. فاوحي إليه : ان شئت أن نتأنّى بهم ، وان شئت أن نؤتيهم الّذي سألوا فإن كفروا اهلكوا كما اهلكت من قبلهم من الامم؟ قال : لا ، بل أستأني بهم. فانزل الله : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ)(٥).
وذكر هذا في معنى الآية الشيخ الطبرسي (٦) بلا أسناد الى رواية.
وبعدها قوله سبحانه : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ
__________________
(١) الإسراء : ٥٣.
(٢) مجمع البيان ٧ : ٦٥٠.
(٣) الإسراء : ٥٩.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٢١.
(٥) الدر المنثور ٤ : ١٩٠ ، سورة الإسراء.
(٦) مجمع البيان ٧ : ٦٥٣.