يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(١).
روى الكليني في «الكافي» باسناده عن سدير الصيرفي الكوفي عن الامام الباقر عليهالسلام قال : أخبرني جابر بن عبد الله : أنّ المشركين كانوا اذا مرّوا برسول الله صلىاللهعليهوآله حول البيت ، طأطأ أحدهم رأسه وظهره (هكذا) وغطّى رأسه بثوبه لا يراه رسول الله ، فأنزل الله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) ورواه العياشي ، وعنه الطبرسي في «مجمع البيان» والبحراني في «البرهان» والفيض الكاشاني في «الصافي» (٢) ورواه السيوطي بإسناده عن أبي زرين قال : كان أحدهم يحني ظهره ويستغشي بثوبه (٣).
وفيها قوله سبحانه : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)(٤).
وروى الطبرسي عن ابن عبّاس : أنّ رؤساء مكّة من قريش أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا محمّد إن كنت رسولا فحوّل لنا جبال مكّة ذهبا أو ائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوة! فأنزل الله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا ...)(٥).
وبعدها قوله سبحانه : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٦).
__________________
(١) هود : ١ ـ ٥.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ١٣٩ ومجمع البيان ٥ : ٢١٥ والبرهان ٢ : ٢٠٦ والصافي ١ : ٧٧٧.
(٣) الدر المنثور ٣ : ٣٢٠ ، سورة هود.
(٤) هود : ١٢.
(٥) مجمع البيان ٥ : ٢٢١.
(٦) هود : ١٣.