الآيات الأواخر من «سورة الحجر» بل هو الحدث الأوّل المشار إليه بالآيات الأوائل من سورة القلم أو المدثر أو الضحى.
ويبقى أهم الأحداث المشار إليها فيما نزل من القرآن الى آخر «سورة الحجر» : المعراج في (سورة النجم : ٢٣) ثمّ إنذار العشيرة الأقربين في (سورة الشعراء : ٤٢) ثمّ الإسراء في (سورة الإسراء : ٥٠). إذن فالإنذار كان بين المعراج والإسراء ، بعد المعراج بكثير وقبل الإسراء بقليل. فمتى كانت هذه الحوادث؟
وقبل الوصول الى جواب هذا السؤال أقول : إنّما فرّقت هنا بين المعراج والإسراء وقدّمت ذكر المعراج على الإسراء تبعا لسورتي النجم والإسراء في ترتيب النزول ، وسورة النجم لم تذكر الإسراء وسورة الإسراء لم تذكر أكثر من الإسراء ، بل إنّ الضمائر في آيات سورة النجم غير صريحة في الرجوع الى الرسول صلىاللهعليهوآله بل هي مرددة بينه وجبرئيل عليهالسلام لو لا أنّ الأخبار والروايات والأحاديث فسّرتها بالمعراج وبعد الإسراء ، بل إنّ الآيات إنّما أشارت الى ما كان قد تحدّث عنه الرسول فجادله فيه المشركون «أفتمارونه على ما يرى» وفي سورة الإسراء أضافت الاخبار بالمعراج بعد الإسراء ، فلم تجعل المعراج بلا إسراء ، ولا الإسراء بلا معراج فكان كلاهما إسراء ومعراجا ، ممّا جعل أخبارهما متداخلة غير متمايز أوّلها عن الثاني ، بل ولا أحدهما عن الآخر.
ومن المحتمل أن تكون الآية الاولى من سورة الإسراء إنّما تذكّر بما تضمّنته وأضمرت عنه وأشارت إليه سورة النجم السابقة ، لو لا أنّ الأخبار أفادت التكرار مرتين (١) ، ولكنّهما غير متمايزتين حتّى في تأريخهما.
__________________
(١) انظر اصول الكافي ١ : ٤٤٢ والمناقب ١ : ١٧٧ وسعد السعود : ١٠٠ والميزان ١٣ : ٢٧٠.