فخطب فقال : قد بلغني ما أنكرتم من أخذي عدوّ أمير المؤمنين ومن حاربه ، والله لو أمرني أمير المؤمنين أن أنقض هذه الكعبة حجرا حجرا لنقضتها! والله لأمير المؤمنين أكرم على الله من أنبيائه (١).
٣ ـ وتحامل ابن الزبير على بني هاشم تحاملا شديدا وأظهر لهم العداوة والبغضاء ، حتّى بلغ ذلك منه أنّه ترك الصّلاة على محمّد صلىاللهعليهوآله في خطبته! فقيل له : لم تركت الصّلاة على النبيّ؟ فقال : إنّ له أهيل سوء يشرئبّون لذكره ويرفعون رءوسهم إذا سمعوا به! وأخذ أربعة وعشرين رجلا من بني هاشم منهم محمّد بن الحنفية وعبد الله بن عبّاس امتنعوا عن بيعته فحبسهم وهدّدهم أن يحرقهم بالنار : وقام خطيبا فنال من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولمّا عجز عنهم أخرجهم من مكّة ، فأخرج محمّد بن الحنفيّة إلى رضوى وعبد الله بن عبّاس إلى الطائف حتّى توفي ابن عبّاس بها سنة ٦٨ ه (٢).
واعتبروا أقوال الصحابة حجة كقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الشيخ أبو زهرة في كتابه عن الإمام مالك : ووجدنا مالكا يأخذ بفتواهم ـ أي الصحابة ـ على أنّها من السّنة ، ويوازن بينها وبين الأخبار المرويّة إن تعارض الخبر مع فتوى صحابي! وهذا ينسحب على كلّ حديث عنه ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ حتّى ولو كان صحيحا (٣).
ونقل هذا السيد المرتضى العاملي في مقدمته لسيرته ثمّ علّق عليه يقول : وليس هذا إلّا لأنّ شأن رسول الله لم يكن عند هؤلاء في المستوى الطبيعي
__________________
(١) الاغاني ١٩ : ٦٠.
(٢) اليعقوبي ٣ : ٨.
(٣) عن كتاب : الإمام مالك لابي زهرة : ٢٩٠.