فقد روى الخطيب البغدادي : أنّ قاضي واسط أسد بن عمرو قد رأى قبلة واسط رديئة فتحرّف فيها فاتّهم بالرفض (١).
٢ ـ والمقايسة بين الرسول والخليفة ، والتوهين بالكعبة لم يكن يقتصر على الحجّاج ، بل روى أبو الفرج الأصبهاني الأموي : أنّ خالد بن عبد الله القسري عامل هشام بن عبد الملك على مكّة ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : أيّما أكرم : رسول الرجل في حاجته أو خليفته في أهله؟! يعرّض أن هشاما خير من النبيّ صلىاللهعليهوآله (٢).
وروى عن أبي عبيدة قال : خطب خالد القسري يوما فقال : إنّ إبراهيم الخليل استسقى الله ماء فسقاه الله ملحا اجاجا (يقصد زمزم) وإنّ أمير المؤمنين استسقى الله ماء فسقاه عذبا نقاخا (٣) يقصد العين الّتي أجراها لسليمان بن عبد الملك بمكة قبل أن يحجّ إليها وأجراها إلى المسجد الحرام (٤).
وروى أنّه قال لغلامه يوما : ابن امّي! أيّما أعظم : ركيّتنا أم زمزم؟! فقال له : أيّها الأمير من يجعل الماء العذب النقاخ مثل الملح الاجاج؟! وكان يسمّي زمزم : أمّ الجعلان (٥).
وروى عن المدائني : أنّ خالدا كان يقول : لو أمرني أمير المؤمنين لنقضت الكعبة حجرا حجرا ونقلتها إلى الشام (٦).
وروى أنّه حبس بعض التابعين فأعظم الناس ذلك وأنكروه فبلغه ذلك ،
__________________
(١) عن تأريخ بغداد ٧ : ١٦ ونشوار المحاضرة ٦ : ٣٦.
(٢) الاغاني ١٩ : ٦٠.
(٣) الاغاني ١٩ : ٦٠. النقاخ : الماء البارد العذب الصافي الطيب ، كما في اللسان.
(٤) اليعقوبي ٣ : ٣٨.
(٥) الاغاني ١٩ : ٥٩ ومثله قبله فی الیعقوبی ٢ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤.
(٦) الاغاني ١٩ : ٦٠. انظر سفينة البحار ٢ : ٦٦١ ـ ٦٦٢.