قال الشيخ الطبرسي في «إعلام الورى» : اجتمعوا في دار الندوة وكتبوا بينهم صحيفة : أن لا يواكلوا بني هاشم ولا يكلموهم ولا يبايعوهم ولا يزوّجوهم ولا يتزوّجوا إليهم ولا يحضروا معهم ، حتّى يدفعوا إليهم (رسول الله) ليقتلوه ، وأنهم يد واحدة على محمّد ، يقتلونه غيلة أو صراحا. وختموا الصحيفة بأربعين خاتما ختمها كلّ رجل من رؤساء قريش بخاتمه وعلّقوها في الكعبة ، وتابعهم أبو لهب على ذلك ، ولم يدخل فيها مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد المطّلب (١).
وقال القمي في تفسيره : فلمّا اجتمعت قريش على قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله وكتبوا الصحيفة القاطعة جمع أبو طالب بني هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة : لئن شاكت محمّدا شوكة لأثبنّ عليكم ، أو لآتينّ عليكم! وأدخله «الشعب» وكان يحرسه بالليل والنهار قائما على رأسه بالسيف أربع سنين (٢).
وقال الطبرسي : وكان يحرسه بالليل والنهار : فاذا جاء الليل قام بالسيف عليه ورسول الله مضطجع ، ثمّ يقيمه ويضجعه في موضع آخر ، فلا يزال الليل كلّه هكذا. ووكّل به ولده وولد أخيه (؟) يحرسونه بالنهار.
وكان أبو جهل ، والعاص بن وائل السهمي ، والنضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي معيط يخرجون الى الطرقات الّتي تدخل مكّة ، فمن رأوا معه ميرة نهوه أن يبيع بني هاشم شيئا ، ويحذّرونه إن باع شيئا أن ينهبوا ماله.
__________________
(١) اعلام الورى : ٤٩ و ٥٠ وتلميذه الراوندي في قصص الأنبياء : ٣٢٩. والخرائج والجرائح ١ : ١٤٢ الحديث ٢٣٠ وذكره قبل في : ٨٥ الحديث ١٤١ وفيه : كانت في الكعبة فخافوا عليها السرق فجعلوها عند اُم أبي جهل!
(٢) تفسير القمي ١ : ٣٨٠.