وقبل هذا روى من شعر أبي طالب في الحصار :
وقالوا : خطّة جورا وحمقا |
|
وبعض القول أبلج مستقيم : |
لتخرج هاشم فيصير منها |
|
بلاقع بطن مكّة والحطيم |
فمهلا قومنا لا تركبونا |
|
بمظلمة لها أمر وخيم |
فيندم بعضكم ويذلّ بعض |
|
وليس بمفلح أبدا ظلوم |
فلا ـ والراقصات بكل خرق (١) |
|
الى معمور مكّة لا يريم |
طوال الدهر ـ حتّى تقتلونا |
|
ونقتلكم وتلتقي الخصوم |
ويعلم معشر قطعوا وعقّوا |
|
بأنّهم هم الجلد الظليم |
أرادوا قتل أحمد ظالميه |
|
وليس لقتله فيهم زعيم |
ودون محمّد فتيان قوم |
|
هم العرنين والعضو الصميم |
وروى من قصيدة اخرى له يقول :
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّدا |
|
نبيّا كموسى خطّ في أوّل الكتب |
أليس أبونا هاشم شدّ أزره |
|
وأوصى بنيه بالطّعان وبالضرب |
وإنّ الّذي علّقتم من كتابكم |
|
يكون لكم يوما كراغية السّقب (٢) |
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى |
|
ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب (٣) |
وروى هذه القصيدة ابن اسحاق وأضاف :
ولا تتبعوا أمر الوشاة وتقطعوا |
|
أواصرنا بعد المودّة والقرب |
وتستجلبوا حربا عوانا وربّما |
|
أمرّ ـ على من ذاقه ـ جلب الحرب |
__________________
(١) الخرق : القفر.
(٢) يشير بذلك الى قصة فصيل ناقة صالح عليهالسلام ، فالراغية من الرغاء وهو صوت الابل ، والسقب : ولد الناقة.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٦٣ ـ ٦٥.