فلسنا ـ وربّ البيت ـ نسلم أحمدا |
|
لعزّاء (١) من عضّ الزمان ولا كرب |
ولما تبن منا ومنكم سوالف (٢) |
|
وأيد اترّت بالقساسية الشهب (٣) |
بمعترك ضيق ترى كسر القنا |
|
به ، والنسور الطّخم يعكفن كالشّرب (٤) |
ولسنا نملّ الحرب حتّى تملّنا |
|
ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب |
ولكنّنا أهل الحفائظ والنّهى |
|
اذا طار أرواح الكماة من الرّعب |
قال ابن اسحاق : ويذكرون أن أبا جهل بن هشام لقي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ، ومعه غلام يحمل قمحا يريد به عمّته خديجة بنت خويلد وهي مع رسول الله في الشعب ، فتعلق ابو جهل بحكيم وقال له : أتذهب بالطعام الى بني هاشم؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتّى افضحك بمكّة! فجاء ابو البختريّ بن هشام فقال له : مالك وله؟ فقال : يحمل الطعام الى بني هاشم! فقال له أبو البختريّ : طعام كان لعمّته عنده فبعثت إليه فيه ، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها! خلّ سبيل الرجل ، فأبى أبو جهل حتّى نال أحدهما من صاحبه ، فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجّه ووطأه وطأ شديدا.
قال : وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة فدعا عليه رسول الله فشل بعض أصابعه (٥) وقال اليعقوبي : فشلّت يده. كما بالغ في عدد المتعاقدين المتعاهدين على الصحيفة فقال : وختموا على الصحيفة بثمانين خاتما (٦) بينما قال الطبرسي :
__________________
(١) العزّاء : الشدة.
(٢) السوالف : صفحات الأعناق.
(٣) اترت : قطعت. والقساسية نسبة الى قساس جبل فيه معدن حديد.
(٤) الشرب : الجماعة من القوم ـ أو الحيوان ـ يشربون.
(٥) ابن اسحاق في السيرة١ : ٣٧٧ ـ ٣٨٠ وروى الخبر بألفاظه الطبري ٢ : ٣٣٦ بدون ما يتعلق بأبي طالب!.
(٦) اليعقوبي ٢ : ٣١.