في تفسيره ، عن الصادق عليهالسلام. وعليه عدّ الآية بعضهم من مستثنيات السورة.
ولكن نقل الطبرسي
في «مجمع البيان» عن الحسن قال : نزلت الآية قبل أن يؤمر النبيّ بقتال المشركين ،
على العموم ، وانما امر بقتال من قاتله. وعن ابراهيم وابن سيرين ومجاهد : أنّ
الآية عامة في كلّ ظلم كغصب ونحوه ، فانما يجازى بمثل ما عمل فان صحّ الخبر عن الصادق عليهالسلام فيمكن حمله على
تعدّد النزول ، أو التذكير بالآية.
وعليه فلعل قوله :
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ) أي عاقبتم مقاطعة المشركين وقطعهم لأرحامهم معكم بحصاركم
في شعب أبي طالب ، فعاقبوهم بمثل ما عاملوكم به من القطيعة والهجران. ثمّ يقول في
الآية التالية : (وَاصْبِرْ ...) عن المقابلة
بالمثل (وَلا تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ) لعدم هدايتهم واصرارهم على ضلالهم (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا
يَمْكُرُونَ) من مكرهم السابق بحصركم في الشعب ، ومكرهم اللاحق (لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ) وفي الآية التالية خاتمة السورة : (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) ولذلك فانهم (يَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
وعليه فالآية تشير
الى آخر أمر حصر الرسول وبني هاشم في شعب أبي طالب ، وتكون سورة النحل آخر سورة
نزلت قبل نهايته.
واذا قرّبنا أن
حصار الشعب بدأ قريبا من بداية هجرة الحبشة بعد الاذن فيها في الآية العاشرة من
سورة الزمر ، وهي الستون في ترتيب النزول ، وها نحن هنا قرّبنا أن تكون سورة النحل
السبعون في النزول آخر ما نزل في آخر أيام
__________________