وروي عنه أنّه قال : ان الله عزوجل وعدني في أربعة : في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية.
واجترأت قريش على رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد موت أبي طالب وطمعت فيه وهمّوا به مرة بعد اخرى. وكان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب لا يسألهم الا أن يؤووه ويمنعوه ويقول : إنما اريد أن تمنعوني ممّا يراد بي من القتل حتّى ابلّغ رسالات ربّي. فكانوا يقولون : قوم الرجل أعلم به. ولم يقبله احد منهم (١).
وقال البلاذري : قالوا : مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث وهو ابن بضع وثمانين سنة ، ودفن بمكّة في الحجون (٢).
ثمّ روى بسنده عن أبي صالح مولى ابن عباس قال : لما مرض أبو طالب قيل له : لو أرسلت الى ابن أخيك فأتاك بعنقود من جنته لعلّه يشفيك؟! فأتاه الرسول بذلك وأبو بكر عنده ، فقال له أبو بكر : (إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ)(٣) [فلمّا رجع الرسول الى ابي طالب بجواب أبي بكر] قال : ليس هذا جواب ابن أخي (٤).
وطابق الطبري في تأريخه ابن اسحاق راويا عنه لم يزد عليه شيئا (٥).
__________________
(١) اليعقوبي ٢ : ٢٨ ، ٢٩.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٢٩.
(٣) الأعراف : ٥٠.
(٤) أنساب الأشراف ٢ : ٣٤. وقريب منه ما رواه ابن حنبل في كتاب الفضائل من مسنده بسنده عن أنس بن مالك قال : لما مرض أبو طالب مرضه الّذي مات فيه أرسل الى النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ : ادع ربك أن يشفيني فان ربك يطيعك وابعث إليّ بقطاف من قطاف الجنة. فارسل إليه النبيّ : وأنت يا عم ان أطعت الله عزوجل أطاعك. الحديث : ٢٧٤ ولا منافاة بين الخبرين.
(٥) الطبري ٢ : ٣٤٣ ، ٣٤٤.