فلمّا اجتمعوا وبايعوا رسول الله صاح بهم ابليس : يا معشر قريش والعرب ، هذا محمّد والصباة من الأوس والخزرج على هذه العقبة يبايعونه على حربكم فأسمع أهل منى ، فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح.
وسمع رسول الله النداء فقال للأنصار : تفرّقوا. فقالوا : يا رسول الله ان أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا.
فقال رسول الله : لم أومر بذلك ، ولم يأذن الله في محاربتهم.
فقالوا : يا رسول الله فتخرج معنا.
قال : انتظر أمر الله (بالهجرة) فتفرّقوا.
وخرج حمزة وعلي بن أبي طالب فوقف حمزة على العقبة ومعه السيف.
فجاءت قريش عن بكرة أبيها قد أخذوا السلاح ، فلمّا نظروا الى حمزة قالوا له : ما هذا الّذي اجتمعتم عليه؟
قال : ما اجتمعنا ، وما هاهنا أحد ، وو الله لا يجوز أحد هذه العقبة الّا ضربته بسيفي! فرجعوا. ورجع رسول الله الى مكّة.
(ولم يطلع المسلمون من الأوس والخزرج المشركين منهم ، وفيهم عبد الله بن ابيّ بن سلول ، فغدت قريش إليه) وقالوا له : قد بلغنا أنّ قومك بايعوا محمّدا على حربنا؟ فحلف لهم عبد الله : أنهم لم يفعلوا ولا علم له بذلك ، فصدّقوه (١).
ذكر ذلك القمي في تفسيره ، ونقله عنه الطبرسي في «اعلام الورى» والقطب الراوندي في «قصص الأنبياء» ولم يتبعه تلميذه ابن شهرآشوب في «مناقب آل
__________________
البجلي عن أشياخه (كذا) وفيهم اُسيد بن حضير ، وفي خبرين عن الباقر والصادق عليهما السلام عدّا بدله سهل بن حنيف الانصاري ، ولذا قال صاحب قاموس الرجال ٥ : ٣٥٥ في ترجمة سهل : أن العامة بدلوه بأُسيد لمساعدته لهم في الهجوم على دارالزهراء عليها السلام.
(١) تفسير القمي ١ : ٢٧٢ ، ٢٧٣.