وسر إليّ لقدوم كتابي عليك ولا تلبث. ثمّ مكث في الغار ثلاثا ثمّ انطلق لوجهه يؤمّ المدينة (١).
وقال الطبرسي : خلّفه النبيّ صلىاللهعليهوآله ليخرج أهله فأخرجهم ، وأمره أن يؤدّي عنه أماناته ووصاياه وما كان بمؤتمن عليه. فأدّى علي عليهالسلام اماناته كلها (٢).
وقال ابن شهرآشوب : واستخلفه الرسول لردّ الودائع ، لأنّه كان أمينا ... قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع : يا أيّها الناس ، هل من صاحب أمانة؟ هل من صاحب وصية؟ هل من صاحب عدة له قبل رسول الله. فلمّا لم يأت أحد لحق بالنبي صلىاللهعليهوآله (٣).
ولكن الطبرسي في «إعلام الورى» نقل ما قاله القمي في تفسيره وأضاف :
خرج رسول الله من الغار فرأى راعيا لبعض قريش يقال له : ابن اريقط ، فدعاه رسول الله وقال له : يا ابن اريقط ، آتمنك على دمي؟ قال : إذا أحرسك وأحفظك ولا أدلّ عليك ، فأين تريد يا محمّد؟ قال : يثرب. قال : والله لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي إليه أحد ... فقال له رسول الله : ائت عليا وبشّره بأنّ الله قد أذن لي في الهجرة فيهيّئ لي زادا وراحلة.
وقال له أبو بكر : ائت أسماء بنتي وقل لها : تهيّئ لي زادا وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا ـ وكان من موالي أبي بكر وقد أسلم ـ وقل له : ائتنا بالزاد والراحلتين.
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٠٠ كما في البحار ١٩ : ٦٣ وحلية الأبرار : ٩٠.
(٢) إعلام الورى : ١٩٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٥٧.