وَهُمْ يَنْظُرُونَ)(١)(فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٢) (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)(٣).
وفي «الكافي» بسنده عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ)(٤). قال : بعث الله إليهم صالحا فلم يجيبوه وعتوا عليه وكانت صخرة يعظّمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كلّ سنة ويجتمعون عندها. فقالوا : إن كنت تزعم نبيّا رسولا فادع لنا إلهك حتّى يخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء (أي ذات حمل في الشهر العاشر) فأخرجها الله كما طلبوا منه (و) أوحى الله تبارك وتعالى إليه : أن يا صالح قل لهم : إنّ الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم.
فكانت الناقة إذا كان يومها شربت الماء ذلك اليوم ، فيحبسونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلّا شرب من لبنها يومهم ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم فمكثوا بذلك ما شاء الله.
ثمّ إنّهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض قال : اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها ، لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم.
ثمّ قالوا : من الذي يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟! فجاءهم رجل أحمر أزرق ولد زنا لا يعرف له أب ، يقال له : قدّار ، شقي من الأشقياء مشؤم عليهم فجعلوا له جعلا.
__________________
(١) الذاريات : ٤٤.
(٢) الأعراف : ٧٨.
(٣) النمل : ٥٣.
(٤) القمر : ٢٣ ، ٢٤.