التنجيز عندنا هو تعارض الاصول المفقود في المقام بما مرّ ، مضافا إلى أنّ الأجزاء الخارجيّة فيها جنبة شرطيّة أيضا فإنّ الأجزاء المعلومة يشترط فيها لحوق الجزء المشكوك على تقدير جزئيّته الواقعيّة ، فيسري الكلام إلى الأجزاء أيضا ، والجواب عنهما واحد بما قدّمناه) (١).
وأمّا جريان البراءة النقليّة فاتّفاقي ، ووجهه أن التقيّد غير معلوم فيرفع بحديث الرفع. ولا يرد أنّ الإطلاق أيضا غير معلوم ، لما بيّنّاه في البراءة العقليّة.
وأمّا الكلام في القسم الثاني وهو ما لم يكن للشيء المشكوك شرطيّته وجود مستقلّ بل كان يعدّ عرفا من أعراضه ، كما إذا علمنا بتوجّه التكليف بالعتق ودار أمره بين أن يكون متعلّقا بعتق مطلق الرقبة أو بعتق الرقبة المقيّدة بالإيمان ذهب الآخوند قدسسره إلى عدم جريان البراءة العقليّة والنقليّة ، أمّا العقليّة فلأنّه لا يقول بها في الشكّ في الأجزاء والشروط الّتي لها وجود مستقلّ ، وأمّا عدم جريان البراءة النقليّة فلأنّه قد زعم أنّ خصوصيّة الإيمان ليست مجعولة لا أصالة ولا تبعا فلا يمكن رفعها بحديث الرفع ، بخلاف الجزئيّة والشرطيّة الّتي لها وجود مستقلّ ، وذلك لأنّ خصوصيّة الإيمان منتزعة من مقام ذاتها (٢).
والتحقيق أن يقال : إنّا لا نريد أن نرفع الخصوصيّة وإنّما نقول : إنّ التكليف المعلوم توجّهه إلينا نشكّ في تعلّقه بخصوص عتق الرقبة المؤمنة أو بمطلق الرقبة ، ولا شكّ أنّ تعلّق التكليف بالمقيّد يحتاج إلى كلفة في مقام الثبوت وهو لحاظ المولى الرقبة المقيّدة ، وإلى كلفة في مقام الإثبات وهو أن يعلّق تكليفه بخصوص المقيّد ويبيّنه وحيث لم يبيّنه فقاعدة قبح العقاب بلا بيان بالنسبة إلى المقيّد جارية ، ولا يعارضها قبح العقاب بلا بيان بالنسبة إلى المطلق ؛ لأنّ المطلق معلوم ومتيقّن.
__________________
(١) ما بين القوسين من إضافات الدورة الثانية للدرس.
(٢) كفاية الاصول : ٤١٦ ـ ٤١٧.