وقصع القمل فيدفنه ، وسل السيف ، وبري النبل ، وسائر الصناعات فيها ، وكشف العورة ،
______________________________________________________
« أن عليّا عليهالسلام قال البزاق في المسجد خطيئة وكفارة دفنها » (١).
وروى السّكوني عنه ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : « من وقر بنخامته المسجد لقي الله يوم القيامة ضاحكا ، قد أعطي كتابه بيمينه » (٢).
وفي الصّحيح عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « من تنخع في المسجد ثم ردّها في جوفه ، لم تمر بداء إلا أبرأته » (٣) ، والتنخع والتنخم واحد ، وهو : إخراج النخامة والنخاعة ، والمراد بهما : ما يخرج من الصدر ، أو ما (٤) يخرج من الخيشوم.
قوله : ( وقصع القمل فيدفنه ).
أسنده في الذّكرى إلى الجماعة رحمهمالله (٥) ، ولأن فيه استقذارا تكرهه النّفس فيغطيه بالتّراب.
قوله : ( وسل السيف وبري النبل وسائر الصناعات فيها ).
لصحيحة محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : « نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن سل السّيف في المسجد ، وعن بري النبل في المسجد ، وقال : إنّما بني لغير ذلك » (٦) والنبل : السهام ، وبريها : نحتها ، ومن تعليله عليهالسلام تستفاد كراهية عمل جميع الصناعات.
وهذا إذا لم يلزم منه تغيير في المسجد ، أما معه كحفر موضع للحائك ، أو إثبات شيء من الأخشاب الموجب لتعطيل موضعه فإنّه يحرم قطعا.
قوله : ( وكشف العورة ).
أي : يكره ، لأن فيه استخفافا به وهو محلّ تعظيم ، وكذا كشف السرة والركبة
__________________
(١) التهذيب ٣ : ٢٥٦ حديث ٧١٢ ، الاستبصار ١ : ٤٤٢ حديث ١٧٠٤.
(٢) التهذيب ٣ : ٢٥٦ حديث ٧١٣ ، الاستبصار ١ : ٤٤٢ حديث ١٧٠٥.
(٣) الفقيه ١ : ١٥٢ حديث ٧٠٠ ، التهذيب ٣ : ٢٥٦ حديث ٧١٤ ، الاستبصار ١ : ٤٤٢ حديث ١٧٠٦.
(٤) في « ح » : وما.
(٥) الذكرى : ١٥٧.
(٦) الكافي ٣ : ٣٦٩ حديث ٨ ، التهذيب ٣ : ٢٥٨ حديث ٧٢٤.