ويجري الأفعال على قلبه ، والأذكار على لسانه ، فإن عجز أخطرها بالبال. والأعمى أو وجع العين يكتفي بالأذكار.
______________________________________________________
الجنبين من دلائل أخرى.
ويجب أن يجعل تغميض السّجود أخفض من تغميض الرّكوع ، فلا يبالغ فيه ، لتبقى للسّجود بقية يحصل بها الفرق بين الرّكوع والسّجود. وقد سبق في الحديث عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وجعل سجوده أخفض من ركوعه » (١) ، وممّا حققناه يعلم أن إطلاق عبارة الكتاب يحتاج الى التقييد.
قوله : ( ويجري الأفعال على قلبه ، والأذكار على لسانه ، فان عجز أخطرها بالبال ).
المراد بإجراء الأفعال على قلبه : قصد فعلها بالإتيان ببدلها عنده ـ كما قدّمناه.
وفي النّهاية والتّذكرة جعل المصنّف ذلك حكم العاجز عن الإيماء بطرفه.
قال في النّهاية : ولو عجز عن الإيماء بطرفه أجرى أفعال الصّلاة على قلبه ، وحرّك لسانه بالقراءة والذكر (٢). ومثله قال في التّذكرة (٣) ، وهو الأنسب ، فإن الأفعال ليست شيئا زائدا على ما ذكر من الرّكوع والسّجود والقيام منهما ، وقد تقدّم أن ذلك يحصل بتغميض العينين وفتحهما.
والمتبادر من إجراء الأفعال على قلبه الاجتزاء به عنها ، وحمله على إرادة نيّتها عند فعل بدلها فيه تكلّف وارتكاب ما لا تدلّ العبارة عليه.
أمّا الأذكار الواجبة والقراءة ، فيجب الإتيان بها على حكمها ، فإن عجز عن ذلك كلّه كفاه عن الأفعال والأقوال الواجبة إخطارها بالبال شيئا فشيئا ، قاصدا بذلك فعلها.
قوله : ( والأعمى أو وجع العين يكتفي بالأذكار ).
المراد : وجع العين الّذي يشق عليه تغميض العينين وفتحهما. وأمّا الأعمى
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٣٦ حديث ١٠٣٧.
(٢) نهاية الأحكام ١ : ٤٤١.
(٣) التذكرة ١ : ١١٠.