وعين الشمس عند الزوال على طرف الحاجب الأيمن مما يلي الأنف.
______________________________________________________
كان القطب هو العلامة القوية ، والقطب : نجم خفي في وسط الأنجم الّتي هي بصورة الحوت تقريبا لا يراه إلاّ حديد النّظر ، ولا يتغير عن مكانه إلاّ يسيرا لا يتبين للحس ، وهو قريب إلى القطب الشّمالي : الّذي هو النقطة الّتي يدور عليها الفلك.
وإنّما يكون الجدي علامة إذا كان إلى الأرض ، والفرقدان إلى السماء أو بالعكس ، امّا إذا كان أحدهما في المشرق ، أو فيما بين المشرق والمغرب فالاعتبار بموضع القطب ، ومن هذا البيان يظهر أنّ عبارة الكتاب على إطلاقها لا تتمشى ، فانّ الجدي لا يكون علامة دائما ، ولا يكفي في الاستقبال محاذاته للمنكب الأيمن بأي جزء اتفق منه.
قوله : ( وعين الشّمس عند الزّوال على طرف الحاجب الأيمن ممّا يلي الأنف ).
هذا إنّما يكون علامة لمن عرف دخول الوقت بعلامة أخرى ، إذا مضى منه مقدار ما يظهر معه ميل الشّمس إلى الحاجب الأيمن ـ كما سبق التّنبيه عليه في الوقت ـ وننبه هنا بشيئين :
الأوّل : إنّ هذه العلامات إنّما تكون لأهل العراق المتمكّنين في جهته ، أمّا من كان في أحد طرفي الجهة فإنّه يراعي التيامن أو التّياسر عن هذه العلامات بحسب ما يقتضيه الاجتهاد.
فأهل الموصل ومن والاهم يجعلون الجدي بين الكتفين ، وأهل البصرة ومن والاهم (١) يجعلونه على الخدّ الأيمن ، وكذا القول في باقي الجهات ، وقد نبّه بعض الأصحاب على ذلك (٢) ، وإطلاق الأكثر منزّل عليه (٣).
الثّاني : إنّ المشرق والمغرب الاعتداليين إذا كان محاذاتهما لليمين واليسار علامة يكون القطب الشّمالي بين الكتفين ، فيكون الجدي قريبا من ذلك حال كونه علامة ، فلا يكون على علو الأذن اليمنى.
__________________
(١) في نسخة (ع) : وراءهم.
(٢) منهم : الشيخ في المبسوط ١ : ٧٨ والنهاية : ٦٣ ، وابن حمزة في الوسيلة : ٨٣ ، والمحقق في الشرائع ١ : ٦٦ ، والشهيد في الذكرى : ١٦٣ والدروس : ٣٠.
(٣) منهم : أبو الصلاح الحلبي في الكافي في الفقه : ١٣٨ ، وابن البراج في المهذب ١ : ٨٤.