والصبا على الخد الأيسر والشمال على الكتف الأيمن.
والغربيّ لأهل المغرب ، وعلامتهم جعل الثّريا على اليمين ، والعيوق على اليسار ، والجدي على صفحة الخد الأيسر.
______________________________________________________
قوله : ( والصّبا على الخدّ الأيسر ، والشّمال على الخدّ الأيمن ).
كما أنّ الكواكب يستدلّ بها على القبلة فكذا الرياح ، لأنّ الجهة يستفاد بها إذا علمت ، إلاّ أنّ اضطرابها كثير ، فلذلك كانت علامة ضعيفة يقل الوثوق بها.
إذا تقرر ذلك ، فالصبا مهبها ما بين مطلع الشّمس إلى الجدي ، قال في الذّكرى : وقد يقال : إنّ هبوبها من مطلع الشّمس يجعله الشامي على الخدّ الأيسر والشّمال مهبها من الجدي إلى مغرب الشّمس الاعتدالي مارة إلى مهب الجنوب يجعلها أيضا على الخدّ الأيمن (١).
فإن قلت : إن علم مهب الرّياح علم بذلك جهة القبلة فلا يعتد بالرّياح حينئذ ، وإلاّ لم تفد شيئا إذ لا يتميز ، قلت : قد تعلم الرّياح بعلامات أخر وقرائن تنضم إليها ، مثل نعومتها وشدّة بردها ، وإثارتها للسّحاب والمطر وأضداد ذلك ، إلا أنّ اتفاق ما يميزها بحيث يوثق بها قليل ، فمن ثمّ كانت علامة ضعيفة.
قوله : ( والغربي لأهل المغرب ، وعلامتهم جعل الثريّا على اليمين والعيوق على اليسار ).
أي : والرّكن الغربي لأهل الغرب ومن والاهم ، ومن علامتهم جعل الثّريا على اليمين ، والعيّوق ـ بالتشديد ـ : وهو نجم أحمر مضيء في طرف المجرّة الأيمن ، يتلو الثّريا لا يتقدّمها ، قاله في القاموس (٢) على اليسار ، وذلك عند طلوعهما ، كما نبّه عليه في الذّكرى (٣) وغيرها (٤).
قوله : ( والجديّ على صفحة الخدّ الأيسر ).
المراد به حال استقامته.
__________________
(١) الذكرى : ١٦٢.
(٢) القاموس ( عوق ) : ٣ : ٢٧٠.
(٣) الذكرى : ١٦٣.
(٤) الدروس : ٣٠ ، والبيان : ٥٣.