سلمان وقال : هذا وذووه. وقال : «لو كان الدين معلّقا بالثريّا لناله رجال من أبناء فارس».
وقيل : الّذين جاهدوا يوم القادسيّة ألفان من النخع ، وخمسة آلاف من كندة وبجيلة ، وثلاثة آلاف من جماعات الناس.
وعن أئمّة الهدى عليهمالسلام وابن عبّاس وعمّار وحذيفة أنّهم عليّ عليهالسلام وأصحابه ، حين قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. ويؤيّد هذا القول أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفه بالصفات المذكورة في هذه الآية ، فقال فيه ـ وقد ندبه لفتح خيبر ، بعد أن ردّ عنها حامل الراية إليه مرّة بعد أخرى ، وفرّ من القتال ورجع إليه مرّة بعد أخرى ، وهو يجبّن الناس ويجبّنونه ـ : «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّارا غير فرّار ، لا يرجع حتّى يفتح الله على يده». ثم أعطاها إيّاه.
والراجع إلى «من» محذوف تقديره : فسوف يأتي الله بقوم مكانهم. ومحبّة الله تعالى للعباد إرادة الهدى والتوفيق لهم في الدنيا ، وحسن الثواب في الآخرة. ومحبّة العباد له إرادة طاعته ، والتحرّز عن معصيته.
(أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) عاطفين راحمين عليهم متذلّلين. جمع ذليل بمعنى الخاضع ، لا ذلول من الذلّة ، فإنّ جمعه ذلل. واستعماله مع «على» إمّا لتضمّنه معنى العطف والحنوّ ، أو للتنبيه على أنّهم مع علوّ طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خاضعون لهم ، أو للمقابلة بقوله : (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) غلاظ شداد متغلّبين عليهم ، من : عزّه إذا غلبه. قال ابن عبّاس : تراهم للمؤمنين كالولد لوالده وكالعبد لسيّده ، وفي الغلظة على الكافرين كالسبع على فريسته.
(يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) بالقتال لإعلاء كلمة الله وإعزاز دينه. هو صفة أخرى لـ «قوم» أو حال من الضمير في «أعزّة» (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) فيما يأتون من الجهاد والطاعات. عطف على «يجاهدون» بمعنى : أنّهم الجامعون بين المجاهدة في سبيل الله والتصلّب في دينه. أو حال ، يعني : أنّهم يجاهدون وحالهم خلاف