وصدّقناه رفضونا ، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا ، فشقّ ذلك علينا. فقال لهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين ...» الآية.
ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج إلى المسجد ، والناس بين قائم وراكع ، فبصر بسائل ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل أعطاك أحد شيئا؟
فقال : نعم ، خاتم من فضّة.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أعطاك؟
قال : ذلك القائم ، وأومأ إلى عليّ عليهالسلام.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : على أيّ حال أعطاك؟
فقال : أعطاني وهو راكع.
فكبّر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ قرأ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
وضع الظاهر موضع الضمير ، وهو : فإنّهم هم الغالبون ، تنبيها على البرهان عليه ، فكأنّه قيل : ومن يتولّ هؤلاء فهم حزب الله وحزب الله هم الغالبون ، وتنويها بذكرهم ، وتعظيما لشأنهم ، وتشريفا لهم بهذا الاسم ، وتعريضا لمن يوالي غير هؤلاء بأنّه حزب الشيطان. وأصل الحزب قوم يجتمعون لأمر حزبهم ، أي : جمعهم.
وفي حديث إبراهيم بن الحكم بن ظهير : «أنّ عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع رهط من قومه ، فشكوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لقوا من قومهم. فبينا هم يشكون إذ نزلت هذه الآية ، وأذّن بلال فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المسجد ، وإذا مسكين يسأل. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ماذا أعطيت؟
قال : خاتم من فضّة.
قال : من أعطاك؟
قال : ذلك القائم. فإذا هو عليّ عليهالسلام.