وفيه أيضا بالإسناد المرفوع إلى حيّان بن علي العنزي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : «نزلت هذه الآية في عليّ عليهالسلام ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيده فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» (١).
وقد أورد هذا الخبر أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره ، بإسناده مرفوعا إلى ابن عبّاس قال : «نزلت هذه الآية في عليّ عليهالسلام ، أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبلّغ فيه ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه».
وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، أنّ الله تعالى أوحى إلى نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يستخلف عليّا ، فكان يخاف أن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه ، فأنزل الله هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره بأدائه.
والمعنى : إن تركت تبليغ ما أنزل إليك وكتمته ، كنت كأنّك لم تبلّغ من رسالات ربّك في استحقاق العقوبة.
وعن أنس : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحرس حتّى نزلت هذه الآية ، فأخرج رأسه من قبّة أدم فقال لحرّاس من أصحابه ـ منهم سعد وحذيفة ـ : الحقوا بملاحقكم ، فإنّ الله تعالى عصمني من الناس.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٦٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩) لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠) وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٧١))
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ٢٥١ ح ٢٤٥.