(فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) (١) من حيث إنّ كتمان البعض والكلّ سواء في الشناعة واستجلاب العقاب.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم : رسالاته.
(وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) عدة وضمان من الله بعصمته من تعرّض الأعادي ، وإزاحة لمعاذيره. والمعنى : والله يضمن لك العصمة من أن ينالوك بسوء ، فما عذرك في مراقبتهم؟
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) يريد أن لا يمكّنهم ممّا يريدون بك من مكروه. الآية نزلت بعد وقعة أحد وحنين.
وروى العيّاشي في تفسيره بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله قالا : «إنّ الله تعالى أمر نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن ينصب عليّا عليهالسلام علما للناس ليخبرهم بولايته. فتخوّف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقولوا حامى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، وأن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه ، فنزلت هذه الآية. فأخذ بيده يوم الغدير وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢).
وعلى هذا ، من قرأ : «فما بلغت رسالاته» معناه : إن لم تبلّغ هذه الرسالة فما بلّغت إذن ما كلّفت به من الرسالات ، وكنت كأنّك لم تؤدّ منها شيئا قطّ ، لأنّك إذا لم تؤدّها فكأنّك أغفلت أداءها جميعا.
وهذا الخبر بعينه قد حدّث به السيّد أبو الحمد ، عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني ، بإسناده عن ابن أبي عمير إلى آخره ، في كتاب شواهد التنزيل (٣) لقواعد التفضيل.
__________________
(١) المائدة : ٣٢.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٣٣١ ح ١٥٢.
(٣) شواهد التنزيل ١ : ٢٥٥ ح ٢٤٩.