ليس هذا زمان تأويلها ، قيل : فمتى؟ قال : إذا جعل دونها السيف والسوط والسجن.
وروي أنّ أبا ثعلبة سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن هذه الآية ، فقال : «ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتّى إذا ما رأيت دنيا مؤثّرة ، وشحّا مطاعا ، وهوى متّبعا ، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه ، فعليك بخويصة نفسك ، وذر عوامهم ، وإنّ من ورائكم أيّاما الصبر فيهنّ كقبض على الجمر ، للعامل منهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله».
قيل : الآية نزلت لمّا كان المؤمنون يتحسّرون على أهل العناد من الكفرة ، ويتمنّون إيمانهم.
وقيل : كان الرجل إذا أسلم قالوا له : سفهت آباءك ، فنزلت.
وقوله : (لا يَضُرُّكُمْ) يحتمل الرفع على أنّه مستأنف. ويؤيّده قراءة : لا يضيركم. والجزم على الجواب أو النهي ، لكنّه ضمّت الراء اتباعا لضمّة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة. وتنصره قراءة من قرأ : لا يضرّكم بالفتح. ولا يضركم بكسر الضاد وضمّها ، من : ضاره يضيره ويضوره.
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي : يجازيكم بأعمالكم. هذا وعد ووعيد للفريقين ، وتنبيه على أنّ أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً