وهما زوجان ، بدليل قوله : (خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (١). وقد يقال لمجموعهما. والمراد هاهنا الأوّل ، لقوله : (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) زوجين : الكبش (٢) والنعجة. وهو بدل من «ثمانية». والضأن اسم جنس كالإبل ، وجمعه ضئين ، أو جمع ضائن ، كتاجر وتجر. (وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) العنز (٣) والتيس. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بفتح العين. وهو جمع ماعز ، كصاحب وصحب ، أو حارس وحرس.
(قُلْ آلذَّكَرَيْنِ) ذكر الضأن وذكر المعز (حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) أم أنثييهما؟! والهمزة للإنكار. ونصب الذكرين والأنثيين بـ «حرّم». (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) أو ما حملت إناث الجنسين ، ذكرا كان أو أنثى. والمعنى : إنكار أن يحرّم الله من جنس الغنم شيئا من نوعي ذكورها وإناثها ، ولا ممّا تحمل إناث الجنسين.
(نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ) أخبروني بأمر معلوم يدلّ على أنّ الله تعالى حرّم شيئا من ذلك (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعوى التحريم عليه. وإنّما ذكر الله تعالى هذا على وجه الاحتجاج عليهم ، وبيّن فريتهم وكذبهم على الله تعالى فيما ادّعوا من أنّ ما في بطون الأنعام حلال للذكور وحرام على الإناث ، وغير ذلك ممّا حرّموه.
(وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ) الذكور والإناث (وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) كذلك (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) كما سبق. والمعنى : إنكار أنّ الله تعالى حرّم شيئا من أجناس الأربعة ، ذكرا كان أو أنثى ، أو ما تحمل إناثها ، ردّا عليهم ، فإنّهم كانوا يحرّمون ذكور الأنعام تارة ، وإناثها اخرى ، وأولادها كيف كانت تارة ، زاعمين أنّ الله تعالى حرّمها.
__________________
(١) النجم : ٤٥.
(٢) الكبش : فحل الضأن. والنعجة : الأنثى من الضأن. والضّأن : خلاف المعز ، أي : ذوات الصوف من الغنم.
(٣) العنز : الأنثى من المعز. والتيس : الذكر من المعز. والمعز : خلاف الضأن من الغنم ، أي : ذوات الشعر والأذناب القصار.