وبما ذكرنا اتّضح ما نبّه عليه الشهيد في محكيّ الذكرى بقوله ـ بعد إيراد الخبر المذكور ـ : وهذا الصحيح فيه إشارة إلى عدم اعتبار العلوق (١). انتهى.
لا يقال : إنّ مقتضى ما ذكرت خروج الحجر ونحوه ممّا لا يعلق بعضه المسمّى باسمه ببعض الكفّ من مصداق الصعيد ؛ لما في الرواية من التصريح بأنّه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكفّ.
لأنّا نقول : كونه كذلك إنّما هو بحسب الغالب ، وقد ذكر ذلك تمهيدا لقوله عليهالسلام : «ولا يعلق ببعضها» الذي هو الحكمة في عدم إيجاب المسح به ، فلا ظهور له في إناطة موضوعيّة الموضوع بكونه متّصفا بهذه الصفة.
ثمّ إنّ ما ذكرنا في توجيه الرواية الشريفة أقرب وجوهها المحتملة في مقام التوجيه ، وإلّا فالإنصاف أنّ هذه الفقرة الأخيرة منها متشابهة لا يكاد يرى ظاهرها على وجه يوثق به.
والغرض من إطالة الكلام فيها الإشارة إلى أجمل الوجوه ، والتنبيه على عدم دلالتها على اشتراط العلوق ، كما قد يتوهّم ، وإلّا فقد أشرنا آنفا إلى أنّه لو سلّمت دلالتها على أنّ كلمة «من» في الآية للتبعيض ، بل صراحتها على اشتراط العلوق في التيمّم لا يجدي للمستدلّ بعد قضاء الضرورة بعدم اعتبار أزيد من الأثر الباقي في اليد بعد نفضها في صحّة التيمّم ، فإنّ مثل هذا الأثر كثيرا مّا بل غالبا يحصل بضربها على الحجر المتماسك أيضا فضلا عن مسحوقه ، كما هو واضح.
وأجيب عن استدلال السيّد وأتباعه بقوله عليهالسلام : «جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا» بضعف الرواية ؛ لعدم إيرادها بهذا المتن إلّا في كتب
__________________
(١) حكاه عنه صاحب الجواهر فيها ٥ : ١٩٣ ، وانظر : الذكرى ٢ : ٢٦٣.