اللفظ على المفهوم المباين.
ويدفعه : أنّ هذا التوجيه في حدّ ذاته وإن لم نستبعد أقربيّته من التأويل ، بل ربما يستشكل في كثير من الموارد في ترجيح تقييد المطلق على هذا النحو من التصرّف ، لكنّه في المقام متعذّر ، لأنّ الأخبار الحاكية لفعل النبيّ صلىاللهعليهوآله في قضيّة عمّار ـ على الظاهر ـ إنّما هي إخبار عن واقعة شخصيّة ، ففي بعض الروايات عبّر عنها بوضع يده على الصعيد ، كالخبرين المتقدّمين (١) ، وفي بعضها عبّر عنها بالضرب ، ففي صحيحة زرارة ، المرويّة عن مستطرفات السرائر : «فضرب بيديه على الأرض» (٢) الحديث ، فلا يتأتّى فيها هذا الحمل.
وأمّا خبره (٣) الآخر المشتمل على حكاية تيمّم أبي جعفر عليهالسلام فهو إنّما ينهض حجّة بضميمة أصالة عدم الغفلة واشتباه الراوي في فهم الخصوصيّة التي بها يمتاز الوضع عن الضرب ، وهي ممّا لا ينبغي الالتفات إليها في مقابلة الأخبار المتظافرة الدالّة على اعتبار الضرب خصوصا في مثل المورد الذي يكثر في كثير من مصاديقه الاشتباه.
هذا ، مع ما فيه من قوّة احتمال كونه إخبارا عن خصوص الواقعة التي حكاها زرارة بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام معبّرا عنها بالضرب ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن التيمّم ، فضرب بيديه على الأرض (٤) ، إلى آخره.
__________________
(١) في ص ٢٦٢.
(٢) السرائر ٣ : ٥٥٤ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب التيمّم ، ح ٩.
(٣) تقدّم تخريجه في ص ٢٦٢ ، الهامش (٤).
(٤) الكافي ٣ : ٦١ / ١ ، التهذيب ١ : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ / ٦٠١ ، الإستبصار ١ : ١٧٠ / ٥٩٠ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب التيمّم ، ح ٣.