وجود الماء (١).
أقول : وكفى بكونه كذلك دليلا على استحبابه بعد البناء على المسامحة.
ويدلّ عليه أيضا ما رواه الصدوق والشيخ مرسلا عن الصادق عليهالسلام قال : «من تطهّر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، فإن ذكر أنّه على غير وضوء فتيمّم من دثاره كائنا ما كان ، فإن فعل ذلك لم يزل في صلاة ما ذكر (٢) الله عزوجل» (٣).
وضعفه بالإرسال مجبور بعمل الأصحاب ، كما أنّ قصوره عن الوفاء بعموم المدّعى ـ من حيث وروده في المحدث بالأصغر وظهوره في غير المتعمّد ترك الوضوء ـ مجبور بفهمهم ، مع إمكان أن يدّعى مساعدة العرف على التعميم بعد الالتفات إلى ابتناء الحكم على التوسعة والتسهيل بإلغاء مثل هذه الخصوصيّات ، كما يفصح عن ذلك فهم الأصحاب.
وكيف كان فمفاد هذه الرواية ـ كفتاوى الأصحاب ـ كون التيمّم المأتيّ به لغاية النوم بعينه هو التيمّم الذي جعله الله أحد الطهورين ، لا ماهيّة أخرى أجنبيّة عنه مشابهة له في الصورة ، ولكنّ الشارع سهّل الأمر فيه بالتوسعة فيما يتيمّم به وفيما يسوّغه بالاجتزاء بأدنى عذر ، مثل الخروج من الفراش ونحوه ، فكأنّه أراد به صورة العبادة ؛ لكونها نحوا من الانقياد وإن لم يحصل به الطهارة الحقيقيّة التي يستباح بها الصلاة ونحوها.
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٤ : ٤١١.
(٢) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «وذكر» بدل «ما ذكر». وما أثبتناه كما في المصدر.
(٣) الفقيه ١ : ٢٩٦ / ١٣٥٣ ، التهذيب ٢ : ١١٦ / ٤٣٤ ، وعنهما في الوسائل ، الباب ٩ من أبواب الوضوء ، ح ٢.