منوطا للأحكام الشرعيّة الثابتة قبل ذلك نحوا من خمسمائة سنة!؟ وذكر قبل ذلك أنّ نيروز الفرس إنّما حدث في زمان جمشيد رابع ملوك الدنيا ، بل قيل : كان في زمان نوح عليهالسلام (١). انتهى.
والذي يغلب على الظنّ كون المراد به في الرواية هو اليوم المشهور المعروف في هذه الأزمنة.
وأمّا سائر الأقوال فلا يبعد أن يكون منشؤها الحدس والاجتهادات ، أو الاعتماد على نقل قصص غير ثابتة.
وما حكي عن زمان ملكشاه على تقدير ثبوته لم تتحقّق منافاته لذلك ؛ لاحتمال كونه تجديدا له بعد الاندراس ، لا تأسيسا.
وكيف كان فربّما يؤيّد المشهور : الخبر الآخر الذي رواه المعلّى أيضا عن الصادق عليهالسلام في فضل النيروز ، المشتمل على ذكر أمور عظيمة قد وقعت في هذا اليوم ، مثل : أخذ العهد لأمير المؤمنين عليهالسلام في غدير خمّ ، وإرساله إلى وادي الجنّ ، وظفره بأهل نهروان ، وقتل ذي الثدية ، وأنّه يظهر فيه القائم عجّل الله فرجه ، ويظفّره [الله] (٢) بالدجّال فيصلبه في كناسة الكوفة ـ إلى أن قال : «وما من يوم نيروز إلّا ونحن نتوقّع فيه الفرج لأنّه من أيّامنا حفظه الفرس وضيّعتموه» (٣) إلى آخر الرواية.
وفي رواية أخرى عنه أيضا أنّه عليهالسلام قال لي : «أتعرف هذا اليوم؟» قال :
__________________
(١) حكاه الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ٣٢٨ (الهامش) عن شارح النخبة.
(٢) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) المهذّب البارع ١ : ١٩٤ ـ ١٩٥ ، الوسائل ، الباب ٤٨ من أبواب بقيّة الصلوات المندوبة ، ح ٢.