عليه ؛ لأنّ في ذلك وضع أشرف مواضع الجسد ـ وهو الجبهة ـ على الأرض ، خضوعاً لله تعالى ، وتصاغراً أمام عظمته.
أما أن يضع الإنسان ـ في حال السجدة ـ جبهته على سجاد ثمين ، أو على معادن كالذهب والفضة وأمثالهما ، أو على ثوب غال القيمة ؛ فذلك مما يقلل من الخضوع والتواضع ، وما أدى إلى عدم التصاغر أمام الله العظيم ، إذن ، فهل يمكن أن يعتبر السجود على ما يزيد من تواضع الإنسان أمام ربه شركاً وكفراً ، والسجود على ما يذهب بالخضوع لله تعالى تقرباً من الله ، إن ذلك إلا قول وزور؟!
ثم سألني فما هذه الكلمات المكتوبة على التربة التي تسجد الشيعة عليها؟
فأجبته :
أولاً ـ المكتوب على بعضها ، سبحان ربي الأعلى وبحمده رمزاً لذكر السجود ، وعلى بعضها أنّ هذه التربة متخذة من تراب أرض كربلاء المقدسة ، بالله عليك أسأل من فضيلتك ، هل في ذلك بأس؟ وهل يُعد ذلك شركاً؟ وهل ذلك يخرج التربة عن كونها تراباً جائز السجود عليه؟
فأجابني : كَلّا!
ثم سألني : ما هذه الخصوصية في تربة أرض كربلاء ، حيث أنّ أكثر الشيعة مقيدين بالسجود عليها مهما أمكن؟
قلت : السر في ذلك ، أنّه ورد في ال حديث الشريف : (السجود على التربة الحسينية يخرق السماوات السبع .. الخ) (٢٣٥). يعني أنّ السجود عليها يوجب قبول
__________________
(٢٣٥) ـ هذا ال حديث منقول بالمعنى ، والموجود في النص هكذا : (السجود على تربة أبي عبد الله (ع) ، يخرق الحجب السبع).