النوعان من الأحلام بالظهور في آن واحد ، وقد يختلط الأول بالآخر ، وليس من الضروري وجودهما كلاً على حده» (٢٧٥).
وبعد عرض هذين النوعين ، ترتب على ذلك النتيجة التالية :
١ ـ الأحلام الإختراعية :
ساعدت الأحلام الكثير من المخترعين على إكتشافاتهم الفريدة ، التي أسهمت فيما بعد في تطوير الحياة الإجتماعية ، ومن الشواهد على ذلك ما يلي :
«فقد رأى (إلياس هاو) في القرن التاسع عشر في منامه أنّ الأهالي يرمون بالرماح وفي نهاية كل رمح ثقب على شكل العين. وعندما إستيقظ عرف على الفور أنّه حَلّ مشكلة موضع الثقب في إبرة ماكينة الخياطة التي إخترعها» (٢٧٦).
ومن تلك الأحلام الإختراعية ، حلم رآه (أوجست كيكولي) الذي كان يبحث طويلاً لمعرفة التركيب الكيميائي للبنزين. فقد أعلن أمام المؤتمر العلمي في جامعة غنت عام ١٨٩٠ م :
«أدركت الكرسي جهة النار ، وغلبني النعاس .. ومرة أخرى أخذت الذرات تتناثر أمام عيني ، وكانت جميعها تتواءم وتتلوى فيما يشبه حركة الثعبان ، ولكن انظر .. ما هذا؟
إنّ أحد الثعابين قد أمسك بذيله ، وبرزت الصيغة الكيميائية ساخرة أمام عيني ، واستيقظت في لمح البصر.
__________________
(٢٧٥) ـ باشا ، الدكتور حسان شمسي : النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن / ١٤٠ ـ ١٤١.
(٢٧٦) ـ نفس المصدر / ١٤٤.