بحث حول هذه القصّة :
إستشكل بعض المفكرين في هذه القصة بقوله : «وعلى أساس مثل هذه الأرضية ، قامت الأساطير والخرافات ، وصارت تروى الحكايات الخرافية ، فقيل ـ مثلاً ـ : إنّ رجلاً من قُطّاع الطرق المعروفين ، والمشتهرين بالسرقة والنصب والإحتيال وقتل المؤمنين ، والإغارة على أموال الناس ، صادف أن كمن يوماً لقافلة من المؤمنين ، ممن كانوا يقصدون زيارة الحسين ، وأخذته الغفوة ، فمَرّت من جانبه دون أن ينتبه ، ولما أفاق كانت قد إبتعدت عنه القافلة كثيراً ، وإذا به يُحدِّث أنّه رأى في المنام : أنّ يوم القيامة قد حان ، وإنّه لما أخذ بيده إلى النار نتيجة الأعمال الكبيرة التي إرتكبها طوال حياته ، وليأخذ جزاءه المنصوص عليه في القرآن الكريم : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم) [المائدة / ٣٣]. رفضت النار إستقباله ، وجاء الأمر بارجاعه ؛ ذلك أنّه قد أصابه من غبار الحسين شيء ، وهو من تلك الغفوة!! وهكذا نظموا :
فإن شئت النجاة فزر حسيناً |
|
لكي تلقى الإله قرير عين |
فإنّ النار ليس تَمسُّ جسماً |
|
عليه غبار زوّار الحسين |
وإذا كان غبار زوار الحسين كافياً لأن ينجي القاتل ، والمجرم من عذاب يوم الآخرة ، وينقذه من نار جهنم ، فما بالك بجزاء زوار الحسين أنفسهم! حتماً سيكونون أرفع مقاماً من إبراهيم الخليل!» (٤٦٣).
__________________
(٤٦٣) ـ المطهري ، الشيخ مرتضى : الملحمة الحسينية ، ج ٣ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.