ـ في مكة المكرمة :
«فلمّا كان السحر ، إرتحل الحسين عليه السلام فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ وقد ركبها ـ فقال : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال : بلى. قال : فما حداك على الخروج عاجلاً؟ قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما فارقتك فقال : يا حسين اخرج فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً. فقال محمد ابن الحنفية. إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك ، وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟
قال : فقال لي صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا ، فسلّم عليه ومضى» (٣٢٣).
ـ في الثعلبية (٣٢٤) :
قال الخوارزمي : «وسار الحسين حتى نزل : الثعلبية وذلك في وقت الظهيرة ، ونزل أصحابه فوضع رأسه فأغفى ، ثم انتبه باكياً من نومه ، فقال له ابنه (علي بن الحسين) : ما يبكيك يا أبت لا أبكى الله عينيك؟
فقال له : يا بني هذه ساعة لا تكذب فيها الرؤيا ، فأعلمك أنّي خفقت برأسي خفقة ، فرأيت فارساً على فرس وقف عليّ وقال : يا حسين ، إنكم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة ، فعلمت أنّ أنفسنا نعيت إلينا ، فقال ابنه علي : يا أبت أفلسنا على الحق؟
__________________
(٣٢٣) ـ المصدر السابق ، ج ٤٤ / ٣٦٤.
(٣٢٤) ـ من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشُّقوق ، وقبل الخزيمية وهي ثلثا الطريق ، وأسفل منها ما ء يقال له الضُّويجعة على ميل منها مشرف. معجم البلدان ، ج ٢ / ٧٨.