من القتل. قالت : نعم أفعل ذلك إذا أنت من يسمع مقالي ، فأمر باحضار الناس ، فلما إجتمعوا ؛ قامت قائمة على قدميها وقالت : يا معشر من حضر ، إنّ هذا يزيد بن معاوية قد أمرني أن أسب علي بن أبي طالب وعترته ، فانصتوا لما أقول : ألا أنّه لعنة الله ، ولعنة اللاعنين ، والملائكة والناس أجمعين على يزيد وأبيه وجده أبي سفيان ، وحزبه وأتباعه إلى يوم الدين. قال : فلما سمع الناس كلامها ؛ غضب يزيد (لع) غضباَ شديداً ، وقال : من يكفيني أمرها؟ فقام إليها رجل من أهل الشام ، فضربها ضربة جَدّلها صريعة ، فإنتقلت إلى رحمة الله تعالى» (٤٥٤).
أقول : لَعَلّ القارئ النبيل ، يلاحظ إختلافاً بين الروايتين ، فقد يكون ذلك راجعاً إلى أنّ هذه المرأة التي في الرواية السابقة ، فعلى هذا تكون إمرأتان لا إمرأة واحدة.
٣ ـ زوجة شمر (لع) :
ذكر الشيخ محمد مهدي الحائري في كتابه «معالي السبطين» : «وفي كتاب «التبر المذاب» : أنّ حامل الرأس الشريف إلى الكوفة ، شمر بن ذي الجوشن. وفيه لما حمل الشمر رأس ال حسين عليه السلام ؛ جعله في مخلاة وذهب به إلى منزله فوضعه على التراب وجعل عليه إجانة ، فخرجت إمرأته ليلاً ـ وكانت صالحة ـ فرأت نوراً ساطعاً عند الرأس إلى عنان السماء ، فجاءت إلى الإجانة فسمعت أنيناً من تحتها ، فجاءت إلى شمر (لع) وقالت : رأيت كذا وكذا ، فأي شيء تحت الإجانة؟ قال لعنه الله : رأس خارجي قتلته وأريد أذهب به إلى يزيد (لع) ليعطيني عليه مالاً كثيراً. قالت : ومن يكون؟ قال (لع) : الحسين بن علي.
__________________
(٤٥٤) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني : أسرار الشهادات ، ج ٣ / ٦٤١ ـ ٦٤٢.