الفيلسوف اليوناني «أشين» :
«الآن وقد هرمت فإنني أرى الأشياء على حقيقتها ، فتعلمت كثيراً ، ولم يبقَ شيء لم أتعلمه إلا أنني أرى نفسي جاهلاً ، يبحث لا أفهم كيفية ذَرّة واحدة لا قيمة لها» (٤٨٢).
إذن ، نستفيد مما تقدم من دعاة العلم والثقافة العصرية ، الذين يعبرون عن المعجزات والكرمات بأنّها خزعبلات وخرافات ، بناء منهم على أنّ أي ظاهرة غريبة على العقول يتم تفسيرها على أساس من دراسة وبحث علمي ، وعندما تفسر ويدرك سرُّها تنتفي في الحال معجزاتها ؛ ولهذا يقولون : إذا بزع نور العقل ؛ ولى زمن المعجزات!. وهذا الإدعاء غير صحيح لسوء فهم معنى المعجزة ، وقد برهنا على هذا العجز في وصولهم إلى سرّ المعجزة. وذلك من خلال إعترافات بعض علماء العلم الحديث في ذلك.
ثانياً ـ إعتراف علماء الغرب بوجود المعجزة :
يقول الدكتور ألكسيس كاريل (٤٨٣) في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) :
__________________
(٤٨٢) ـ المصدر السابق.
(٤٨٣) ـ جَرّاح وعالم أحياء فرنسي ، ولد بالقرب من ليون بفرنسا عام (١٨٧٣ م) ، وحصل على إجازة الطب من هذه المدينة ، كما حصل على إجازة في العلوم من ديّجون ، وبعد أن تعلم ومارس التدريس في ليون عدة أعوام ، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام (١٩٠٥) ، وتوظف في معهد روكفلر للأبحاث العلمية (جامعة روكفلر) بنيويورك ، وبقي قرابة ثلاثين عاماً حتى إعتزال وعاد إلى فرنسا في عام (١٩٢٩ م). وقد منح جائزة نوبل لأبحاثه الطبية الفَذّة عام (١٩١٢ م) ، تقديراً لجهوده في جراحة الأوعية الدموية ، وفي زراعة الأعضاء والأنسجة. وفي فترة الحرب العالمية الأولى عام (١٩١٤ م ـ ١٩١٨ م) ، طَوّر مع العالم الإنجليزي هنري داكين ، المحلول المطهر كاريل ـ داكين ، لعلاج الأصابات والجروح. وبعد إعتزاله في عام (١٩٣٩ م) إستمر في أبحاثه المتعلقة بـ(القلب الميكانيكي) ، الذي قيل : إن في امكانه وصل (الحياة) لأ عضاء الجسم التي تفصل عن القلب الحقيقي فترة غير محدودة. ومن بين مؤلفاته (الإنسان ذلك المجهول ، والدعاء). وقد مات في باريس في شهر نوفمبر من عام (١٩٤٤ م).