٢ ـ بحار الأنوار ـ للشيخ محمد باقر المجلسي ، ت (١١١١ هـ) :
١ ـ بإسناده عن أم سلمة (رض) أنّها قالت : (خرج رسول الله من عندنا ذات ليلة فغاب عنّا طويلاً ، ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ، ويده مضمومة فقالت له : يا رسول الله ، مالي أراك شعثاً مغبراً؟ فقال : أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له : كربلاء فرأيت فيه مصرع الحسين إبني وجماعة من ولدي وأهل بيتي ، فلم أزل ألقط دماءهم فها هو في يدي وبسطها إليّ فقال : خذيها فاحفظي بها فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر ، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها. فلما خرج الحسين عليه السلام من مكة متوجهاً نحو العراق كنت أخرج تلك القارورة في كل يوم وليلة وأشمها ، وأنظر إليها ثم أبكي لمصابه. فلما كان (في) اليوم العاشر من المحرم ، وهو اليوم الذي قتل فيه عليه السلام أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ، ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هي دم عبيط ، فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيتسرعوا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي ينعاه فحقق ما رأيت) (٥١٦).
٢ ـ بإسناده عن عبد الرحمن بن محمد ، ابن عمر بن أبي سلمة ، عن جده ، عن أم سلمة قالت : (جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنّ أمتك تقتله ـ يعني الحسين ـ بعدك. ثم قال : ألا أريك من تربته؟ قالت : فجاء بحصيات فجعلهنَّ رسول الله في قارورة ، فلما كان ليلة قتل الحسين ؛ قالت أم سلمة : سمعت قائلاً :
__________________
(٥١٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠.