أ ـ طبيعة الحوار :
تظهر أهمية الحوار في أنّه عملية سردية تتبع فيها الأحداث والمواقف بطريقة سردية رتيبة ، ولكي لا تبدو هذه الرتابة بصورة مُملّة ، فإنّ القصة تلجأ إلى إستعمال الحوار ، لإعطاء هذا السرد نوعاً من الحيوية والإثارة ، حتى تستطيع القصة أن تَشدّ المستمع إليها وتحمله على المتابعة المستمرة ، لأنّ المستمع سيجد في الحوار تشويقاً ومتعة لا حدّ لهما ، كما أنّ الحوار سيلبي لديه حاجته النفسية في حبه لإستطلاع معنى الحوار وأبعاده ، وما يترتب عليه من مواقف وما يُخلّفه من أحداث. فالملاحظ في الحوار أنّه يأتي في سياق القصة في صورة طبيعية ؛ أي أنّه يبرز إلى الوجود في ساحة القصة ، من خلال الموقف وبدافع منه ، فهو لا يقحم على السياق ولا يفرض عليه فرضاً ، والحوار قصير لا يستمر وقتاً طويلاً يمضيه المتحاوران في حديثيهما ، فلا يلبث بعد عدة فقرات أن يتوقف عند نقطة معينة ، والحوار في القصة لا يعرض علينا في مظهر مسرحي. بحيث يتم التحاور بين الأشخاص بالصورة المباشرة التي لا تشعر معها بوجود الراوي ، ولكنّه يعرض بصورة يكون فيها الحوار مضمناً في السرد ، فهو ذو علاقة وثيقة بالسرد بحيث نَحسّ بحضور الراوي يحكي لنا في أثناء سرده للقصة مقولات المتحاورين ، وينقلها لنا مسبوقة بلفظ «قال أو قالوا أو ما شابه ذلك» من ألفاظ ، وهذه هي الطريقة التي يصورها الحوار في قصص القرآن والسيرة النبوية.
ب ـ وظائف الحوار :
تظهر أهمية عنصر الحوار في القصة ، الدور البارز في بناء القصة والذي يتضح جلياً من خلال الوظائف المتعددة التي يؤديها في البناء الروائي لها كالتالي :