٧ ـ الرجل النصراني :
ذكر الفقيه الشيخ الدربندي (قده) : «عن الشيخ الأجل الشيخ جواد ، عن أبيه الفاضل الأتقى الأورع الشيخ حسين أنّه قال : كان في زماننا رجل نصراني في البصرة ، وكان ذا أموال كثيرة وثروة وفبرة ، وكان في كثرة أمواله بمرتبة لا يحاذيه فيها أحد ، لا من تجار البصرة ولا من تجار بغداد ، فجمع أمواله وكل ما كان له من الأشياء النفيسة وغيرها فوضعها في سفينة وركبها مع من كان معه من خدامه وغلمانه ، وأراد المجيء إلى بغداد فلما جرت السفينة في الشط مدة ثلاثة أيام أو أزيد ؛ خرجت من جانب البر جماعة من اللصوص وقطاع الطرق من أشار الأعراب ، وأخذوا السفنية ونهبوا ما فيها من الأموال ، وقتلوا جمعاً من أهل السفينة ، ونجى الله تعالى ذلك التاجر النصراني من القتل ، إلا أنّه كان بما اُصيب به مسلوب الفؤاد ، ومنزوع العقل ، وواقعاً على وجهه في ناحية ، فلما جَنّ الليل مَرّ به واحد من أهل الحي الساكنين في قرب من ذلك الموضع ، فحرّكه من ذلك المكان ورفعه إلى الحي ، وأنزله في مضيف شيخ تلك القبيلة ، فلما إطلعوا على حاله وما جرى عليه تَرَحّمُوا عليه ، فكان الشيخ يكرمه ويُعزِّيه ويُصَبّره ، حتى بعد الإطلاع على كونه نصرانياً ، وذلك بالنظر إلى ما تقتضيه الغيرة والحمية ، وبملاحظة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (اكرموا الضيف ولو كان كافراً) ، فكان النصراني يُصبر نفسه ويُعزيها بالإئتلاف والإستيناس بذلك الشليخ وجماعة من رجال الحي ونساء القبيلة أن يروحوا إلى النجف الأشرف للتشرف بزيارة أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان رواحهم إلى النجف على نمط المشاة والحفاة ، وقد جرت عادة أهل القبائل على ذلك ، أي على