٥ ـ الشيخ يوسف البحراني :
«ظاهر الأخبار ذلك ؛ لأنّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من رأني فقد رآني) معناه في حال نومه ، فقد رآني حقيقة ، ما أنا عليه في اليقظظة. قال في النهاية : الحق ضد الباطل ، ومنه الحديث : (من رآني ؛ فقد رآني الحق) ؛ أي رؤيا صادقة ، ليست من أضغاث الأحلام. وقيل : فقد رآني حقيقة غير مُشَبِّه» (٢٩٩).
هذه أهم الأقوال في توجيه الحديث المذكور.
ثانياً ـ بيان حقيقة رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليه السلام :
إختلف العلماء في أنّ رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في صدورهم الحقيقة ، أو بأي صورة كانت؟
يمكن تلخيص ما ذهبوا إليه فيما يلي :
١ ـ ذهب الشيخ المفيد ، والسيد المرتضى ، والشيخ المجلسي إلى أنّها ليست على نحو الحقيقة ، كما هو المستفاد من عباراتهم السابقة ، وكما هو نَصّ الشيخ المفيد الصريح التالي :
قال الشيخ المفيد : «وقولنا في المنام الصحيح : إنّ الإنسان إذا رأى في نومه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
إنّما معنا : أنّه كان قد رآه ، وليس المراد به التحقيق في إتصال شعاع بصره بجسد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأي بصر يدرك به في حال نومه؟ وإنّما هي معانٍ تصورت في نفسه يخيل له فيها أمر لطف الله تعالى له به ، قام مقام العلم ،
__________________
(٢٩٩) ـ البحراني ، الشيخ يوسف : الدرر النجفية : ج ٢ / ٢٧٨.