ولهذا لم يهتم ابن عبد البر بالعدد ، وقال : «إختلاف الآثار في هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا ، ليس ذلك عندي إختلاف متضاد متدافع». فبقوله هذا جمع بين هذه الروايات.
ب ـ يتفق الشيخ المجلسي وابن عبد البر على أنّ العبد كلما أخلص لله صدقت رؤياه وشُبِّه بالأنبياء من حيث صدق الرؤيا ، فكما أنّ المؤمنين على درجات من الإخلاص ، كذلك الأنبياء على درجات من المراتب والفضل.
خامساً ـ قوله : (وأكره الغُلّ) ، يمكن إرجاع ذلك إلى معنيين كالتالي :
١ ـ (الغُلّ : مختص بما يُقيّد به فيجعل الأعضاء وسطه ، وجمعه أغلال ، وغُلَّ فلان قيّد به. قال : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) [الحاقة / ٣٠] ... وقيل للبخيل هو مغلول اليد ، قال تعالى : (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ) [الإسراء / ٢٩].
٢ ـ الغِلّ : العداوة والضغن ، قال تعالى : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ) [الأعراف / ٤٣] (٢٧٣).
وبعد هذا لا مانع من إرادة المعنيين ؛ حيث أنّ البخل والضغن والعداوة مانعة من الرؤيا الصادقة.
الثاني ـ تقسيم العلماء :
لعلّ أهم تقسيم للعلماء هو ما يلي :
١ ـ حديث النفس بالشيء والفكر فيه ، حتى يحصل كالمنطبع في النفس ، فيخيل إلى النائم ذلك بعينه وأشكاله ونتائجه ، فمثلاً : ضعيف النفس الخائف
__________________
(٢٧٣) ـ الراغب الإصفهاني ، الحسين بن محمد : المفردات في غريب القرآن ، ج ٢ / ٤٧٠.